على الرغم من احتفاظها بابتسامة دائمة تبدو وكأنها تعاند أبدا الأحزان ومشاق الحياة، وتبثّ فيها أملا متجددا، غير أنها لم تتمالك نفسها أمام بعض المواقف الإنسانية الدقيقة، فبكت أمام مايكرفون mbc - fm، معتبرة المسألة، فيما بعد، من صميم إنسانيتها، ولا يقدح في مهنيتها.
نشأت خديجة الوعل، المذيعة السعودية في إذاعة mbc-fm، في حيّ قديم في مكّة، لتلتصق بذاكرتها إلى الأبد، دروب مكّة، وأسراب الحمام التي تطير، في سلام، فوق الكعبة المشرفة، والأطعمة الشعبية، والناس. وانتقلت إلى جدّة، لتزداد ولعا بـ"المدن القديمة" التي تنعكس أصالتها على ساكنيها.
تحسّ خديجة بمدينة جدّة كعروس، وتشعر بالضيق لرؤية بعض شوارعها متكسرة. وفي رحلة لم تخلّ من المتاعب، باشرت خديجة الوعل العمل الصحافي كمراسلة لصحيفة "اليوم" السعودية في جدّة، لتنتقل إلى إذاعة جدّة، ومنها إلى mbc-fm.
وتلّخص خديجة الوعل في حديثها لـ"العربية.نت" تلك المتاعب، باعتراضات الأسرة باديء الأمر على عملها في مجال الإعلام، بالإضافة لضآلة المردود المادي أثناء عملها في الصحافة المكتوبة، ما دعاها في نهاية المطاف للانتقال بشكل كامل لإذاعة جدّة، عوض التعاون في تقديم الأخبار وبعض البرامج.
ونحّت خديجة الوعل باكرا جدا، الأمنيات التي تطوف في أذهان الآلاف من الشبان والشابات بالالتحاق بكليتي الطبّ والهندسة، لزهدها الشديد في أن تعمل بشكل روتيني، لينصرف تفكيرها، بعد اكمالها دراسة علم الإجتماع في الجامعة، التي انعكست على أدائها وجعلتها أكثر مرونة مع المستعمين، إلى مجال الإعلام، الذي عشقته منذ الطفولة.
كانت خديجة إلى جانب شقاوتها وميلها الشديد للعب، تجمع شقيقاتها، وتعهد إليهن بالإجابة على أسئلتها، محاكية المذيعات، وفي بالها أن الأقدار، ربما تبسم لها، فتصبح مذيعة فيما بعد. لكن جانب التخطيط الاستراتيجي، كما تقول، يمثل جانبا مهما في حياتها، ولربما هذا ما جعلها آخر الأمر تصبح مذيعة.
وتلفت خديجة الوعل إلى أن عملها كان في البداية "دلعا"، وأصبح بمرور الوقت "سرولة" بمعنى أنه أضحى عشقا من جانبها للمايكرفون، غير أنها لا تنفي بأن الآخرين يقولون عنها أنها "دلوعة" لأن في صوتها أنوثة لا تخطئها الأذن. وما تؤكده الوعل، هو أنها تضع نصب عينيها أن تحقق "إنجازا لافتا في الحياة"، وهي تعمل من أجل تحقيق هذا الأمر بعزم كبير، ولا يمكن أن تكون "مجرد دلوعة".
خديجة..القاسية !!
وتبدو مسيرة خديجة الوعل كسلسلة من الأحداث والأمور المترابطة. فمن دفء "الحارة القديمة" في مكّة، إلى أحياء جدّة، وبيوتها القديمة التي توحي بالحميمية، وبحرها، ومن أسرة نعمت تحت جناحيها بالحنان، إلى دراسة علم الإجتماع، إضافة إلى إرادة كبيرة في النجاح، أفلحت في احراز نجاحات، لكنها لا تكفّ عن ملاحقة "نجاحات أكبر".
وفي هذا الخصوص، تقول خديجة الوعل لـ"العربية.نت": "أخطط لإصدار كتب تتناول العلاقات الإنسانية، على غرار كتاب (النساء من الزهرة والرجال من المريخ)، وأنوي كتابة رواية واحدة، لن أكتب بعدها رواية على الإطلاق". وتضيف: "أناضل لكي أكون اسما في مجال الإعلام، وأن أحقق السعادة للآخرين".
وتولي خديجة الوعل، استنادا إلى دراستها واهتمامها الباكر، العلاقات الإنسانية عناية قصوى، محاولة فهم سلوك البشر وحاجاتهم. ولا تنكر أنها تتأذى من بعض الناس، وتقطع علاقتها بأولئك الذين تعتقد أنهم سيعطلوا تقدمها. و على الرغم من حنانها – تقول خديجة الوعل - فإن بعض الناس يجدونها "قاسية" حين يستفزونها، وحين تحسّ بأنهم يدوسون على إنسانيتها.
وتلوذ خديجة بالعزلة ساعة تشعر بالحزن. وعلى عكس الكثيرين، تفضّل ألا ترى الناس أيام يعصف بها الحزن. وغالبا ما تلجأ للأغنيات والكتابة في مواجهة آلامها.
بكت مرتين أمام المايكرفون
وتصف خديجة الوعل مستمعيها في إذاعة mbc-fm بأن غالبيتهم ناضجون يستطيعون التمييز بين الغث والسمين. وتضيف: "أصبح المستمعون يبحثون عن ما يضيف إلى معارفهم، من خلال الترفيه وهم أيضا محتاجون للابتسامة". وتستدرك بأن المذيع أو المذيعة هما من يحددان نوعية المستمعين والمتصلين.
وتشير إلى أن علاقتها بالمايكرفون هي علاقة عشق.."أحترمه جدا، وأحترم الناس الذين أتعامل معهم، وفيه -المايكرفون- رهبة أيضا". وتتصف خديجة بحسب قولها، بضعف إنساني، جعلها لا تفكر أبدا في أن تصبح مراسلة صحافية في مناطق النزاعات مثلا.
هذا الضعف الإنساني، تسعى خديجة، غالبا، للسيطرة عليه أثناء عملها، لكنها لم تكبح جماح انفعالاتها مرتين، فأجهشت بالبكاء. المرّة الأولى، حين استضافت الشاعرة الكويتية فاتن عبدالعزيز في برنامج "مع الأوتار نسهر"، وألقت عبدالعزيز قصيدة عن أمّ تركها إبنها في أحد الشوارع تاركا ورقة مطوية في يدها، بحجة أن سيجلب لها هدية من مكان قريب.
وحين تأخر الإبن كثيرا، طلبت الأم من أحد المارة قراءة ما في الورقة، فتفاجأت بأن إبنها كتب: "فلتذهب هذه المرأة لدار العجزة". وترد خديجة هذا الأمر، لعلاقتها القوية، ومحبتها لوالدها وأمّها المتوفاة، وعدم قدرتها على تخيّل إبن جاحد كهذا.
أما المرة الثانية، فكانت حين أعدّت بنفسها تقريرا عن طفلة سعودية تدعى ابتهال المطيري كانت مخطوفة. أدخل المخرج تعديلات موسيقية حزينة على التقرير، وكانت خديجة تستضيف على الهواء مباشرة شقيق الطفلة المخطوفة. وحين أذيع التقرير، بكى الشاب السعودي ومهندس الصوت وخديجة، لمرارة المسألة ودقتها الإنسانية.
المدن القديمة.. البحر والقراءة
بين خديجة الوعل والمدن القديمة أسرار كما تقول. شغوفة بها، وبحيطانها غير المدهونة جيدا، وناسها، وشرفاتها. وبالنسبة لها، فإن العاصمة المغربية، الرباط، تظل واحدة من أكثر المدن التصاقا بقلبها لهدوئها والراحة النفسية التي توفرها و"بصمتها الخاصة".
وكذا الحال بالنسبة لجدّة التي تستمتع خديجة فيها بالذهاب إلى البحر ساعتي الشروق والغروب. وفي دبي، التي تحسّ بأنها جميلة، وعصرية جدا، ما أنعكس على ساكنيها، تقصد خديجة البحر أيضا. وتعتبر أن البحر بمهابته واتساعه "يؤدبها".
وبخصوص دبي، كما جدّة التي تتمنى أن يزيد الاهتمام بها، وأن تحلّ مشكلاتها، فإن السلطات مدعوة، بحسبها، إلى مراعاة الخليجيين، والعمل على معالجة غلاء الأسعار. وترى خديجة، المفتونة بالمدن القديمة، أن حداثة دبي وطابعها العصري ليسا في مصلحتها مستقبلا. لكن - تقول - إن لدبي فضل تعريفها إلى ثقافات وجنسيات ومعارف مختلفة.
لكن خديجة الوعل، التي انتقلت منذ سنوات للسكنى في دبي، بعد أن تغلبت على اعتراضات أسرتها، وأقنعتهم بقدرتها على الاعتماد على ذاتها، تمكنت من التآلف مع الحياة في دبي. فبالإضافة إلى بعض الأصدقاء والصديقات الذين تمضي بعض الوقت برفقتهم في السينما أو المقاهي، تبدو خديجة حفيّة للغاية بأنشطة تقوم بها لوحدها.
فهي تقصد باستمرار مقاهـ هادئة لترشف الشاي الأخضر الذي تحبه، وتمضي ساعات طويلة منكبة على الكتابة، وخصوصا "اليوميات". وتحرص على التجوّل ليلا في سيارتها وهي غارقة في سماع أغنيات الفنان المصري الراحل عبدالحليم حافظ.
وتذهب خديجة الوعل إلى السينما أحيانا لمشاهدة أفلام "رومانسية"، ولا تفضّل أفلام الرعب والحركة. كما أنها تحتفظ في بيتها بجهاز DVD ليتسنى لها مشاهدة أفلام عربية وغربية.
غازي القصيبي وباولو كويلو وخازندار !
تسكن خديجة الوعل فيلا صغيرة، لا تبعد كثيرا عن مدينة دبي للإعلام، حيث تعمل، حرصت، كما تقول، على وضع أصص للأزهار البيضاء والصفراء وذات اللون الوردي فيها، بالإضافة لمرجيحة. وبالإضافة لممارسة الرياضة التي تحبها، تقرأ بنهم كلّ ما يقع تحت يدها. وتعترف بأن بعض الكتب، خصوصا الفلسفية تستعصي عليها، لكنها توفر لها تحديا لا يتوقف حتى يسهل عليها الفهم في آخر المطاف.
وتجد في الكتب، وخصوصا الروايات، الجريئة، متعة لا تضاهى، وتشعر بالنقمة جراء منع تداولها، لأنها - بحسبها – تفتح الأذهان، ولا تكف عن طرح أسئلة مهمة. وتقرأ بانتظام للكاتبين السعوديين عابد خازندار وعبده خال، اللذين يكتبان في صحيفة "عكاظ"، لكنها تغضب حين لا يتجاوب المسؤولون مع ما يكتبانه، خصوصا حين يتعلق الأمر بنقد مجتمعي، أو نقد لبعض المصالح الحكومية الخدمية.
وفي هذا الخصوص، تشير إلى أن كتابا سعوديين كتبوا عن أن بعض المدارس في المملكة في حاجة لترميم وتأهيل، ولم يستجب أحد. وتقول: "المدارس أحيانا تجمع نقودا من الطلاب لشراء مكيفات"، مؤكدة أنها تثير مثل هذه القضايا في بعض برامجها الإذاعية.
وتعود خديجة أحيانا لقراءة بعض الكتب القديمة في علوم الإجتماع، كما تقرأ في التاريخ. وتوضح بأن مكتبتها المنزلية تشمل طيفا واسعا من الكتب، من بينها مؤلفات للدكتور غازي القصيبي، الذي لم تشدها كتاباته كثيرا، لكنها ستعود إليها، بالإضافة لبعض مؤلفات الروائيتين السعوديتين، زينب حفني، وصبا الحرز، والروائي البرازيلي باولو كويلو.
وإلى جانب هؤلاء، اقتنت خديجة مؤلفات عدة للكاتبين المصريين أنيس منصور ومصطفى محمود وكتاب آخرين. ويستهوي الشعر الفصيح والنبطي (الشعر العامي في الخليج) خديجة. ومن الشعراء الذين لا تمل قراءة أشعارهم خالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، ومنادي والسامر، وحامد زيد، وياسر التويجري، والملتاع.وأكملت خديجة أخيرا قراءة كتاب الشاعرة الليبية ردينة الفيلالي، الموسوم "خطوات أنثى".
نشأت خديجة الوعل، المذيعة السعودية في إذاعة mbc-fm، في حيّ قديم في مكّة، لتلتصق بذاكرتها إلى الأبد، دروب مكّة، وأسراب الحمام التي تطير، في سلام، فوق الكعبة المشرفة، والأطعمة الشعبية، والناس. وانتقلت إلى جدّة، لتزداد ولعا بـ"المدن القديمة" التي تنعكس أصالتها على ساكنيها.
تحسّ خديجة بمدينة جدّة كعروس، وتشعر بالضيق لرؤية بعض شوارعها متكسرة. وفي رحلة لم تخلّ من المتاعب، باشرت خديجة الوعل العمل الصحافي كمراسلة لصحيفة "اليوم" السعودية في جدّة، لتنتقل إلى إذاعة جدّة، ومنها إلى mbc-fm.
وتلّخص خديجة الوعل في حديثها لـ"العربية.نت" تلك المتاعب، باعتراضات الأسرة باديء الأمر على عملها في مجال الإعلام، بالإضافة لضآلة المردود المادي أثناء عملها في الصحافة المكتوبة، ما دعاها في نهاية المطاف للانتقال بشكل كامل لإذاعة جدّة، عوض التعاون في تقديم الأخبار وبعض البرامج.
ونحّت خديجة الوعل باكرا جدا، الأمنيات التي تطوف في أذهان الآلاف من الشبان والشابات بالالتحاق بكليتي الطبّ والهندسة، لزهدها الشديد في أن تعمل بشكل روتيني، لينصرف تفكيرها، بعد اكمالها دراسة علم الإجتماع في الجامعة، التي انعكست على أدائها وجعلتها أكثر مرونة مع المستعمين، إلى مجال الإعلام، الذي عشقته منذ الطفولة.
كانت خديجة إلى جانب شقاوتها وميلها الشديد للعب، تجمع شقيقاتها، وتعهد إليهن بالإجابة على أسئلتها، محاكية المذيعات، وفي بالها أن الأقدار، ربما تبسم لها، فتصبح مذيعة فيما بعد. لكن جانب التخطيط الاستراتيجي، كما تقول، يمثل جانبا مهما في حياتها، ولربما هذا ما جعلها آخر الأمر تصبح مذيعة.
وتلفت خديجة الوعل إلى أن عملها كان في البداية "دلعا"، وأصبح بمرور الوقت "سرولة" بمعنى أنه أضحى عشقا من جانبها للمايكرفون، غير أنها لا تنفي بأن الآخرين يقولون عنها أنها "دلوعة" لأن في صوتها أنوثة لا تخطئها الأذن. وما تؤكده الوعل، هو أنها تضع نصب عينيها أن تحقق "إنجازا لافتا في الحياة"، وهي تعمل من أجل تحقيق هذا الأمر بعزم كبير، ولا يمكن أن تكون "مجرد دلوعة".
خديجة..القاسية !!
وتبدو مسيرة خديجة الوعل كسلسلة من الأحداث والأمور المترابطة. فمن دفء "الحارة القديمة" في مكّة، إلى أحياء جدّة، وبيوتها القديمة التي توحي بالحميمية، وبحرها، ومن أسرة نعمت تحت جناحيها بالحنان، إلى دراسة علم الإجتماع، إضافة إلى إرادة كبيرة في النجاح، أفلحت في احراز نجاحات، لكنها لا تكفّ عن ملاحقة "نجاحات أكبر".
وفي هذا الخصوص، تقول خديجة الوعل لـ"العربية.نت": "أخطط لإصدار كتب تتناول العلاقات الإنسانية، على غرار كتاب (النساء من الزهرة والرجال من المريخ)، وأنوي كتابة رواية واحدة، لن أكتب بعدها رواية على الإطلاق". وتضيف: "أناضل لكي أكون اسما في مجال الإعلام، وأن أحقق السعادة للآخرين".
وتولي خديجة الوعل، استنادا إلى دراستها واهتمامها الباكر، العلاقات الإنسانية عناية قصوى، محاولة فهم سلوك البشر وحاجاتهم. ولا تنكر أنها تتأذى من بعض الناس، وتقطع علاقتها بأولئك الذين تعتقد أنهم سيعطلوا تقدمها. و على الرغم من حنانها – تقول خديجة الوعل - فإن بعض الناس يجدونها "قاسية" حين يستفزونها، وحين تحسّ بأنهم يدوسون على إنسانيتها.
وتلوذ خديجة بالعزلة ساعة تشعر بالحزن. وعلى عكس الكثيرين، تفضّل ألا ترى الناس أيام يعصف بها الحزن. وغالبا ما تلجأ للأغنيات والكتابة في مواجهة آلامها.
بكت مرتين أمام المايكرفون
وتصف خديجة الوعل مستمعيها في إذاعة mbc-fm بأن غالبيتهم ناضجون يستطيعون التمييز بين الغث والسمين. وتضيف: "أصبح المستمعون يبحثون عن ما يضيف إلى معارفهم، من خلال الترفيه وهم أيضا محتاجون للابتسامة". وتستدرك بأن المذيع أو المذيعة هما من يحددان نوعية المستمعين والمتصلين.
وتشير إلى أن علاقتها بالمايكرفون هي علاقة عشق.."أحترمه جدا، وأحترم الناس الذين أتعامل معهم، وفيه -المايكرفون- رهبة أيضا". وتتصف خديجة بحسب قولها، بضعف إنساني، جعلها لا تفكر أبدا في أن تصبح مراسلة صحافية في مناطق النزاعات مثلا.
هذا الضعف الإنساني، تسعى خديجة، غالبا، للسيطرة عليه أثناء عملها، لكنها لم تكبح جماح انفعالاتها مرتين، فأجهشت بالبكاء. المرّة الأولى، حين استضافت الشاعرة الكويتية فاتن عبدالعزيز في برنامج "مع الأوتار نسهر"، وألقت عبدالعزيز قصيدة عن أمّ تركها إبنها في أحد الشوارع تاركا ورقة مطوية في يدها، بحجة أن سيجلب لها هدية من مكان قريب.
وحين تأخر الإبن كثيرا، طلبت الأم من أحد المارة قراءة ما في الورقة، فتفاجأت بأن إبنها كتب: "فلتذهب هذه المرأة لدار العجزة". وترد خديجة هذا الأمر، لعلاقتها القوية، ومحبتها لوالدها وأمّها المتوفاة، وعدم قدرتها على تخيّل إبن جاحد كهذا.
أما المرة الثانية، فكانت حين أعدّت بنفسها تقريرا عن طفلة سعودية تدعى ابتهال المطيري كانت مخطوفة. أدخل المخرج تعديلات موسيقية حزينة على التقرير، وكانت خديجة تستضيف على الهواء مباشرة شقيق الطفلة المخطوفة. وحين أذيع التقرير، بكى الشاب السعودي ومهندس الصوت وخديجة، لمرارة المسألة ودقتها الإنسانية.
المدن القديمة.. البحر والقراءة
بين خديجة الوعل والمدن القديمة أسرار كما تقول. شغوفة بها، وبحيطانها غير المدهونة جيدا، وناسها، وشرفاتها. وبالنسبة لها، فإن العاصمة المغربية، الرباط، تظل واحدة من أكثر المدن التصاقا بقلبها لهدوئها والراحة النفسية التي توفرها و"بصمتها الخاصة".
وكذا الحال بالنسبة لجدّة التي تستمتع خديجة فيها بالذهاب إلى البحر ساعتي الشروق والغروب. وفي دبي، التي تحسّ بأنها جميلة، وعصرية جدا، ما أنعكس على ساكنيها، تقصد خديجة البحر أيضا. وتعتبر أن البحر بمهابته واتساعه "يؤدبها".
وبخصوص دبي، كما جدّة التي تتمنى أن يزيد الاهتمام بها، وأن تحلّ مشكلاتها، فإن السلطات مدعوة، بحسبها، إلى مراعاة الخليجيين، والعمل على معالجة غلاء الأسعار. وترى خديجة، المفتونة بالمدن القديمة، أن حداثة دبي وطابعها العصري ليسا في مصلحتها مستقبلا. لكن - تقول - إن لدبي فضل تعريفها إلى ثقافات وجنسيات ومعارف مختلفة.
لكن خديجة الوعل، التي انتقلت منذ سنوات للسكنى في دبي، بعد أن تغلبت على اعتراضات أسرتها، وأقنعتهم بقدرتها على الاعتماد على ذاتها، تمكنت من التآلف مع الحياة في دبي. فبالإضافة إلى بعض الأصدقاء والصديقات الذين تمضي بعض الوقت برفقتهم في السينما أو المقاهي، تبدو خديجة حفيّة للغاية بأنشطة تقوم بها لوحدها.
فهي تقصد باستمرار مقاهـ هادئة لترشف الشاي الأخضر الذي تحبه، وتمضي ساعات طويلة منكبة على الكتابة، وخصوصا "اليوميات". وتحرص على التجوّل ليلا في سيارتها وهي غارقة في سماع أغنيات الفنان المصري الراحل عبدالحليم حافظ.
وتذهب خديجة الوعل إلى السينما أحيانا لمشاهدة أفلام "رومانسية"، ولا تفضّل أفلام الرعب والحركة. كما أنها تحتفظ في بيتها بجهاز DVD ليتسنى لها مشاهدة أفلام عربية وغربية.
غازي القصيبي وباولو كويلو وخازندار !
تسكن خديجة الوعل فيلا صغيرة، لا تبعد كثيرا عن مدينة دبي للإعلام، حيث تعمل، حرصت، كما تقول، على وضع أصص للأزهار البيضاء والصفراء وذات اللون الوردي فيها، بالإضافة لمرجيحة. وبالإضافة لممارسة الرياضة التي تحبها، تقرأ بنهم كلّ ما يقع تحت يدها. وتعترف بأن بعض الكتب، خصوصا الفلسفية تستعصي عليها، لكنها توفر لها تحديا لا يتوقف حتى يسهل عليها الفهم في آخر المطاف.
وتجد في الكتب، وخصوصا الروايات، الجريئة، متعة لا تضاهى، وتشعر بالنقمة جراء منع تداولها، لأنها - بحسبها – تفتح الأذهان، ولا تكف عن طرح أسئلة مهمة. وتقرأ بانتظام للكاتبين السعوديين عابد خازندار وعبده خال، اللذين يكتبان في صحيفة "عكاظ"، لكنها تغضب حين لا يتجاوب المسؤولون مع ما يكتبانه، خصوصا حين يتعلق الأمر بنقد مجتمعي، أو نقد لبعض المصالح الحكومية الخدمية.
وفي هذا الخصوص، تشير إلى أن كتابا سعوديين كتبوا عن أن بعض المدارس في المملكة في حاجة لترميم وتأهيل، ولم يستجب أحد. وتقول: "المدارس أحيانا تجمع نقودا من الطلاب لشراء مكيفات"، مؤكدة أنها تثير مثل هذه القضايا في بعض برامجها الإذاعية.
وتعود خديجة أحيانا لقراءة بعض الكتب القديمة في علوم الإجتماع، كما تقرأ في التاريخ. وتوضح بأن مكتبتها المنزلية تشمل طيفا واسعا من الكتب، من بينها مؤلفات للدكتور غازي القصيبي، الذي لم تشدها كتاباته كثيرا، لكنها ستعود إليها، بالإضافة لبعض مؤلفات الروائيتين السعوديتين، زينب حفني، وصبا الحرز، والروائي البرازيلي باولو كويلو.
وإلى جانب هؤلاء، اقتنت خديجة مؤلفات عدة للكاتبين المصريين أنيس منصور ومصطفى محمود وكتاب آخرين. ويستهوي الشعر الفصيح والنبطي (الشعر العامي في الخليج) خديجة. ومن الشعراء الذين لا تمل قراءة أشعارهم خالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، ومنادي والسامر، وحامد زيد، وياسر التويجري، والملتاع.وأكملت خديجة أخيرا قراءة كتاب الشاعرة الليبية ردينة الفيلالي، الموسوم "خطوات أنثى".
الأحد ديسمبر 09, 2012 9:24 am من طرف حجي الشمري
» احلى صور لاحلى مذيعه محترمه على وجه الكون
الخميس يوليو 07, 2011 12:03 am من طرف سعادة السفير
» تكملة ل: ذبت يا قلبي
الخميس يونيو 30, 2011 4:45 pm من طرف mehdaelhadi
» من بلاد الحرمين إلى بلاد الضباب باحث عن الشهاده يارب
الجمعة يونيو 24, 2011 4:49 pm من طرف سامي الخليوي
» دبت يا قلبي
السبت يونيو 11, 2011 6:27 pm من طرف mehdaelhadi
» هل تتفضلين بالرد على قصيدتي
الثلاثاء مايو 24, 2011 6:03 pm من طرف mehdaelhadi
» لقاااااااء خدوووووووجه
الجمعة مايو 20, 2011 2:13 am من طرف mehdaelhadi
» رسالة شكر وعرفان ((الحب الخالد))؟؟
الثلاثاء فبراير 22, 2011 2:58 pm من طرف البحرالدافيء
» مساء الخير
الإثنين يناير 03, 2011 6:39 pm من طرف عاشق الصمت888